الشهيد القائد الفتحاوى على عبد المجيد شكشك

[عملاق غزة]

عندما نعيش لأنفسنا, تبدو الحياة قصيرة ضئيلة, تبدأ من حيث نعى وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدد, أما عندما نعيش ونتعايش مع غيرنا, نعيش لهدف ونعمل بشغف ونترك حرية الاختيار لنا ومساحه نعيش بها ,فان الحياة تبدو طويلة وجميله0000



عندما تموت الإنسانية 000 وتهزم الحرية بسبب قوة وجبروت إنسان تخلى عن المبادئ والقيم وتجرد من الإحساس والحواس000وحين يأبى سمو الحق فانه يأبى 000 ويسحق سمو الزور والبطلان 000



مقابل ذبح الأرواح أمام الأعين, بكل جدارة لهم وحدهم في اقتراف الجريمة قولا وفعلا لهم في شريعة ذبح من هب للحقيقة, وصاح للوجوه الخنيعة !!!

بدم بارد سيموت الفلسطيني من قاتل فلسطيني, أليست سواعدنا واحدة نسعى للقمة العيش, أليست الجراح تنزف من جسد واحد ومن لحم شعب واحد فلا نصدق أن الإخوان ينهشون لحوم بعضهم البعض, فلا نغضب عندما يخرج الألم حاد كالسكين, فلا نغضب إن صرخت الأم بان زوجها اقسم ألا يعود

بعد سقوط الضحايا يكفينا قتال00 فتحرير الأرض صار صعبا لا محال000

فما تسمى بفصيلة حماس ها هيا حطمت انجازاتها بسياسة العنف والقمع والتعدي على الحرمات والقتل المتعمد , أرواح عديدة خضبت في شوارع غزه

من بينهم شهيدنا المجاهد(على شكشك) هو أب 00 مناضل 00 غير عادى بكل المقاييس





المولد والنشأة:



ولد الشهيد 'على عبد المجيد على شكشك' في تاريخ 8/12/1973 في أسرة فلسطينية معروف عنها التدين وحسن الخلق تعود أصولها لبلدة( يبنا) الفلسطينية التي احتلها الصهاينة عام 1948 تسكن معسكر الشاطئ للاجئين بغزة

بدا حياته التعليمية في مدينة غزة حيث انه التحق في المرحلة الابتدائية في مدرسة حسين خيال في مخيم الشاطئ

والإعدادية في مدرسة الرمال

متزوج وله خمسة أبناء أكبرهم لم يتجاوز الثانية عشر ربيعا



ومن ثم انتقلت عائلته للسكن في حي الشيخ رضوان في مدينة غزه

له شقيقان وخمسة شقيقات وكان والده يكافح من اجل جلب لقمة العيش لابناءه حيث كان يعمل ضمن مؤسسات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين





مشواره النضالي:



بدء شهيدنا البطل مشواره الجهادي مع بداية الانتفاضة الأولى حيث انه ثابر وتواضع منذ صغره,وإخلاص ضميره الحي النابض بالعمل الدءوب بدون كسل ولا ملل, كان همه نهوض الشعب الفلسطيني,وحمل رسالة القضية الفلسطينية التي بناها الشهيد الخالد ياسر عرفات

حيث تحدى الاحتلال فأعلن قلبه وعزمه للجرح الذي يمتد في جروح العمر والثوار على حرية هذا الوطن المغوار, فلم ينسى عناوين جروح الناس(الشهيد والأسير والجريح).



فأنخرط شهيدنا البطل خلال الانتفاضة الأولى عام '1987' كباقي أطفال وشباب المخيم لمقارعة جنود الاحتلال بالحجارة والزجاجات الحارقة حيث كان من أنشط الشباب مثله مثل غيره و كان يقضي معظم وقته في رجم المحتل بالحجارة الزجاجات الحارقة .



التحق الشهيد البطل أبا محمد بحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح عام' 1988 '

ومارس نشاطه التنظيمي بكل أمانه وإخلاص

وشارك في تنظيم العديد من المسيرات والهبات الجماهيرية وكافة الفعاليات الشعبية المناهضة للاحتلال والمنددة بجرائمه خلال الانتفاضة.

ومنذ قدوم السلطة الوطنية الفلسطينية إلى ارض الوطن التحق شهيدنا البطل بجهاز المخابرات العامة في العام 1995وكان المخلص لوطنه وقضيته وحصل بعد ذالك على رتبة ملازم.

انتخب الشهيد البطل بلجنة أمانة سر التنظيم لحركة فتح في حي الشيخ رضوان في العام 2005

وعمل في لجنة حصر العضوية في منطقة الشيخ رضوان

ومع بداية انتفاضة الأقصى المباركة التحق شهيدتا بمجموعات العمل العسكري في حركة فتح و حصل على العديد من الدورات العسكرية ضمن الجناح العسكري لحركة فتح كتائب شهداء الأقصى.

ليمارس العمل المقاوم المسلح ضد العدو الصهيوني وعمل على تأسيس مجموعات مسلحه لمقارعة المحتل



في سجون الاحتلال:



اعتقل الشهيد البطل في العام 1990 على يد الاحتلال الإسرائيلي على خلفية نشاطه في الانتفاضة المباركة

عمل' ابا محمد 'خلال فترة اعتقاله داخل سجن النقب ضمن اللجنة الأمنية التابعة لحركة فتح داخل السجن

استمر الاعتقال لمدة 6 أشهر (أدارى) في سجن النقب الصحراوي إلى إن تم الإفراج عنه بعد قضاء فترة اعتقاله



الشهادة:



فجر يوم الخميس الموافق 12/10/2006 (20 رمضان) صلى شهيدنا الفجر في مسجد التقوى المجاور لمنزله كعادته اليومية وعاد إلى المنزل وارتاح قليلا ليذهب إلى عمله وفى تمام التاسعة صباحا خرج من المنزل ونزل معه أبنائه (بهاء ومحمد) وعلى بعد 10 أمتار من المنزل كان القدر فإذ بشرذمة من القتلة سفاكي الدماء يستقلون سيارة من نوع متسوبيشى وهاجموه بوحشيه محاولين اختطافه وعندما حاول الدفاع عن نفسه أطلقو عليه النار بوحشيه ليصاب بأكثر من' 35 'رصاصه في قدميه.

تم نقله إلى مستشفى الشفاء وبعد ساعتين من محاولات إنقاذ حياته إلا إن نزيف الدم الشديد كان اقوي من جهود المسعفين لترتقي الروح إلى بارئها



عندما نغرس بذور المودة والألفة يتصبب عرق واحد ,فنرى العكس000

عندما يراق دم الفلسطيني ويتدفق على عتبة بيته بدون ذنب ربما لسبب أن الانتماء مختلف لكن الهدف والدرب واحد000فلقاتل فلسطيني جاهل!!!



موكب التشييع:

صباح يوم الجمعة انطلق موكب التشييع من أمام مستشفى الشفاء بمدينة غزه بمشاركة المئات من المواطنين وبجنازة عسكريه رسميه شاركت فيها جميع الأجهزة الأمنية وتوجه الموكب إلى مسجد

' محمد الأمين' قرب دوار أبو مازن وذلك تجنبا للصدام مع مليشيات حماس وما أن وصل الموكب إلى مقر وزارة الخارجية الفلسطينية أطلق مسلحو حماس اللذين يعتلون المبنى النار بكثافة على موكب التشييع وتفرق المشيعون ومن ثم واصل الموكب مسيره إلى منزل الشهيد لإلقاء نظرة الوداع عليه وما إن وصل الموكب إلى منزل الشهيد استقبل بزخات الرصاص والزغاريد وبعد إلقاء نظرة الوداع عليه توجه الموكب إلى مقبرة الشيخ رضوان ليوارى الثرى إلى مثواه الأخير إلى جوار ربه مع الشهداء والصديقين والنبيين وحسن أولئك رفيقا تاركا خلفه خمسة أطفال أيتاما

*****

مات الضمير وتحجر الشعور,ومات شهيدنا البطل وتعبقت رياحينه في كل زاوية وركن000 فتترائي الأنوار من راحتيه إيمان ووقار000

أنت البطل حتى الأجل فلم نستكين يا أبناء هذا التراب00 رغم رصاص الأسياد والأوغاد!

نقش على الكثبان حلم ابيض من هذا الرجل000 شهيدا من دم رقراق يزين اسمه شوارع ومساجد غزه000 فلم يذهب للقدر هدر

الوطن ليس حكرا على احد بل هو ملك للجميع وان التحرير يفتقر إلى سلاح دقيق بترسيخ وحدة الكلمة

ألا من احد يجيب؟! على وطن مستباح000يكتسى الجراح000



سلامُ عليك أيها الشهيد وأنت متوج بتاج العزة و الشهادة ...سلام عليك يا أبا محمد وقد كان الجهاد في نفسك عبادة سلام لك يا ابن الفتح وأنت تحمل في ثنايا كبريائك لشعبك التحدي والإرادة.

الذنب هو 000 للأسف!

فلسطيني حامل القضية بكل عزم وهمه000

يلقى الناس بلبسمه000

فيلقوه بحكم الفتنه000

يصون العهد والذمه000

فيقمعوا بالشر والفتنه000

فلا احد حنى رأسا لغير الله أو اضني

فلا موت سيمنعنا ولا حد ولا قوة

فبعد الله لا قوة000وبعد الموت لا حزن ومشقة

بل ألا خلاد بالجنة